تظهر أعراض مرض اكتئاب الشتاء في فصلي الخريف والشتاء عندما يقصر النهار
ويختفي الربيع والصيف فيعاني الشخص من اعراض الاكتئاب بسبب اختلال الساعة
البيولوجية نتيجة قلة التعرض لضوء الشمس وتغيرات حرارة الجسم و اختلال
إفراز الناقل العصبي «سيروتونين» بالمخ، الذي يطلق عليه العلماء «هرمون
السعادة» لدوره المهم في الحفاظ على اعتدال الحالة المزاجية و اختلال إفراز
هرمون «ميلاتونين» الذي تفرزه الغدة الصنوبرية بالمخ ويلعب دورا مهمّا في
انتظام الساعة البيولوجية ودورات النوم واستقرار الحالة المزاجية و ذلك
بسبب قلة التعرض لأشعة الشمس و غياب اشعتها في هذا الفصل و اخيرا اختلال
التوازن الغذائي نتيجة الاعتماد على نظام غذائي غني بالسكريات البسيطة
والدهون المشبعة، خصوصا في فصل الشتاء.
الأعراض عادة ما تبدأ متسلسلة وتزداد تدريجيا، وهي شبيهة بأعراض الاكتئاب
التقليدية واهم أعراض اكتئاب الشتاء " تغيرات بالشهية، خصوصا الشراهة
والاندفاع لتناول السكريات والدهون، زيادة بالوزن، النوم لفترات طويلة،
خصوصا أثناء النهار، الشعور بالخمول وفقدان الطاقة وبطء الحركة، العزلة
الاجتماعية والانطواء وعدم المشاركة في الأنشطة المختلفة، اضطراب الدورة
الشهرية (لدى السيدات) " والوضع المتطور للمرض يؤدي بصاحبه إلى رغبة في
الانعزال وعدم الرغبة في الحياة، وتكون نظرته سلبية للذات وتشاؤمية
للمستقبل، كما يعجز عن التحكم في مجريات الأمور ، مع العلم ان اكتئاب
الشتاء، أكثر شيوعا بين الأشخاص في سن المراهقة أو خلال الفترات العمرية
بين الخامسة والعشرين والخامسة والثلاثين، وتصاب به النساء أكثر من الرجال
مثلما الحال مع الأنواع الأخرى من الاكتئاب.
وبسب مصادر غذائية وطبية يمكن علاج اكتئاب الشتاء بالوقاية من مسببات
المشكلة سواء على المستوي النفسي او الغذائي و اليكم طرق العلاج و اهمها
التعرض لأشعة الشمس لأنه اهم مصادر فيتامين د و الذي له دور مباشر
بالاكتئاب لما له تأثيره القوي على إفراز هرمونات الجسم التي تلعب دوراً
مهماً بمزاج الإنسان وتحسينه و التعرض للشمس يساعد على رفع الروح المعنوية
في فترة الشتاء ،اما غذائيا فنبحث عن المصادر الغنية بالفيتامينات و
المعادن التي لها دور في الحالة المزاجية و اهم المصادر الغنية بالحمض
الاميني التربتوفان الذي يتحول الى سيروتينين مما يحسن الحالة المزاجية و
من اهم الاغذية المضادة لاكتئاب الشتاء السحلب و المكون من نشا "سكريات
معقدة"تساعد في تحويل مادة التريتوفات للسيروتينين في الدماغ و حليب
"بروتين" غني بمادة التربتوفان نفسها و مكسرات نيئة غنية بالزيوت الغير
مشبعة التي يحتاجها الدماغ و تساعد في تهدئة الاعصاب و مثل السحلب "الرز و
الحليب" و هذه من الاغذية المشهورة في فصل الشتاء و كذلك الموز من الاغذية
المهدئة للأعصاب و مضاد للاكتئاب و من الاغذية تناول المواد الغنية بمادة
«سيروتونين» مثل الأفوكادو، والتمر، والبرقوق، والخوخ، والموز، والأناناس،
والطماطم، أو الغنية بالحمض الاميني «تريبتوفان» الذي يتحول في الجسم إلى
«سيروتونين» مثل اللحوم غير الدهنية، والأسماك، والبيض، والبقول، ومنتجات
الألبان قليلة الدسم، كما ينصح بالإكثار من تناول الأغذية الغنية بالحمض
الأميني «تيروسين» الذي يتحول في الجسم إلى مادتي «أدرينالين» و«دوبامين»،
مثل الأسماك، والدواجن، واللحوم غير الدهنية، وبعض أنواع الجبن المطبوخ،
واللبن منزوع الدسم، والزبادي، والبيض. وهي ناقلات عصبية مهمة لوظيفة
الجهاز العصبي تساعد على زيادة التركيز والانتباه.
كما ينصح بتناول نظام غذائي متوازن لتوفير الطاقة اللازمة للجسم مع الحفاظ
على الوزن ومساعدة الجسم على التحكم في نوبات الجوع والشراهة المفاجئة،
كما ينصح بتناول الكربوهيدرات المركبة مثل الحبوب الكاملة، والخبز الاسمر،
وخبز الشعير، والذرة، والمعكرونة المصنوعة من القمح الكامل، بالإضافة إلى
تناول الفاكهة مثل الخوخ، والتفاح، والكمثرى، والعنب، والغريب فروت،
والبرتقال، والخضراوات الخضراء لاحتوائها على القليل من السعرات الحرارية
والدهون التي تساعد المريض على التحكم في نوبات انفتاح الشهية والجوع
والمحافظة على وزن الجسم. ويمكن استخدام بعض المكملات العشبية مثل الينسون و
النعنع و اخيرا لا ننسى التمارين الرياضية لأن الانتظام على ممارسة
التمرينات الرياضية تعطى الانسان طاقة و حيوية.